كاتبة، شاعرة وروائية سورية
سيرة المؤلف
جهينة العوّام، كاتبة، شاعرة وروائية سورية المنشأ، عربية القلب، وكونية الشِّعر والمشاعر. حائزة على إجازة في الحقوق من جامعة دمشق. لديها مشاركات أدبية عبر عدة مجلات عربية كمجلة أوروبا والعرب، بورصات، أسواق، جريدة البناء. جهينة العوّام، طوّعت الألم المواكب تدفّق الحياة، وقدّمته نصّاً ملتزماً بشروط الكتابة، فيما موضوع النص ألمٌ خرج عن القيد والحدّ وانفجر يجرف في طريقه كلّ ما زرعه التقليد والماضي من عوائق أمام بساطة الشعور وصدقه. طوّعت الشعر نثراً، وسكبت النثر شعراً، فكانا لوناً جديداً يفوح بالوجع والثورة والحبّ والتمرّد والانكسار، ولكنه المذاق الفريد في التعبير، الذي قدرت أن تجعله مخاضاً لولادة الأمل في العبور إلى الحرية. كم كانت جهينة العوّام لافتةً في قدرتها تصوير المشاعر والأحاسيس عبر التماعات مكثّفة بالضوء والروح والحرف، كافية لنقلك إلى داخل الهيكل الأنثوي بكل ما فيه من ملكات قهرها التقليد.
رسالة من المؤلف
أنا السوري، مسحتُ نظارات السماء لسنوات طويلة علَها تبصرني، أنا الذي اختارني ناب الحرب من بين جوعين الحب والفقر، وأدْعت الأقدار أن أحلامي عصية حتى على القراءة، فرتقت روحي بترهات مثقوبة لفرط تدويرها. عرفت أن جيوب الدرب خاوية، نزفت يقيني مراراً وفاوضت الصدأ، وقبل الموت بشهقة اكتمل النصاب وزاد على الخراب خراب. لكن برغم كل ما يقال فمشاركة الألم تجعله عادلاً وقابلاً للطي في ملفات القدر... الصمت، العزلة وتمرين الروح على الفقد. فجأة يصير للموت لون واحد وللحزن طعم واحد، فجأة يلبس العهر ثوباً شفافاً وتتكاثف أبخرة الخوف فوق المرايا فتختفي الوجوه. يبدو الموت بهياً بلا مواربة... يبدو بكامل أناقته وهو يداهم القصور والأغنياء حتى ولو كان ذلك على سبيل المواساة الخادعة، يبدو الموت رحيماً وأنت تقضي اختناقاً بين فك الصبر ومجانية اليقين. أنا السوري الذي مت قبل الموت وضحكت على مصائبي حتى سالت دموعي أخبركم... أنني مازلت أزرع وأغني بينما أكدس أكياساً من الملح في مدارات الجراح واختلق معجماً للحب وفهرساً للأمل وجواز سفر للأبدية... أنا السوري ترجمان الحياة حتى وإن كنت أصافح الموت.