كاتبة، شاعرة وإعلامية لبنانية
سيرة المؤلف
دارين حوماني، كاتبة، شاعرة وصحافية لبنانية، تجول حول قصائدها البراعم وتتفتح على أطراف أبيات الصدق والعاطفة، تشدّ القارئ وتأخذه معها في رحلة القصيدة، حزينة كانت أم فرحة، حتى لا يأبى العودة. مهما كانت الظروف صعبة وقفت مستقيمة، نزف قلمها أحياناً وغرّد كالبلبل أحياناً أخرى، لكن في كلتا الحالتين لم تنسَ الوعد الذي قطعته، فكانت وفيّة للكلمة، والإنسان وإنصاف الأمور. بداياتها كانت مع دارين الطفلة التي تهوى الكتب، تحلم بمكتبة كبيرة في بيتها، تنتظر أن تأخذ عيدية من أمها يوم العيد كي تشتري القصص... هذه الدارين الطفلة التي رافق نضوجها ولعها بالكتابة، فبدأت تقرأ جبران خليل جبران، ميخاييل نعيمة، نازك الملائكة وغيرهم الى أن بدأت في المراحل اللاحقة تنجذب نحو الشعر المترجم. تلقائياً بدأ وعيها الشعري يتبلور وكتاباتها تنصقل وتتطور. تعتبر حوماني أن ثمّة شعاعاً في داخل كل شاعر، هذا الشعاع يولد معه، ولكنه في لحظة ما في مكان ما سيولد بقوة. وتقول: "أذكر من طفولتي أن المعلمة كانت تحدّد عنواناً لموضوع إنشائي، فأكتب ما تجمّع في ذهني إلا أنّه ذات يوم قبل فرصة الربيع في نيسان طلبت أن نكتب موضوعاً حرّاً، وذهبت الى قريتي وهناك وجدتني أكتب شعراً بدلاً من أن أكتب موضوعاً إنشائياً لمادة اللغة العربية... لا أزال أذكر جيداً كيف أضاء شيء ما في صدري أشبّهه بالوحي الطفولي، كنت لأول مرة أكتب ما يشبه الشعر". كل كتاب جديد هو بمثابة مولود جديد يُعطيك الكثير وقد يُعطيك ما لا تتوقّعه، ترى أنه مع مرور الزمن وتراكم التجارب الشخصية والنفسية تختلف الكتابات وتصبح الكتابة أعمق. حيث تعتبر حوماني أن ديوانها "العبور بلا ضوء" هو الجزء المكثّف في داخلها من الأحاسيس العميقة والتجارب المحزنة التي مرّت بها، كأنّه سيرة ذاتية نفسية عن مجموع المشاعر التي عاشتها. التكثيف في المعنى صريح في قصائد حوماني، والاتجاه نحو القصيدة النثرية قرارها. فهي تعتبر أن ما يميّز قصيدة النثر عن الشعر الموزون هو كثافتها ورمزيتها الذي يعوّض في مكان ما عن الإيقاع والنظام الموسيقي الذي قد تفتقده. وتضيف "كانت لي تجارب شعرية موزونة، لكني وجدتُ نفسي أسير بكثافة نحو قصيدة النثر التي تشبهني أكثر وقد يعترض البعض على غموضها، لكن كل متلقٍّ يفسّرها بناءً على إحساساته وأعتقد أن هذا ما يميّز قصيدة النثر التي قد تحمل عدداً من الوجوه في وجه واحد". ما بين الشعر والصحافة يتأرجح مشوار حوماني الإبداعي والمهني، حيث ترى أنها موجودة في كل مكان تكتب فيه، كل مكان يمكنها من خلاله أن تعبر بما في داخلها الى الآخر المتلقي. وتقول عن ذلك "الشعر كائن آخر في داخلي أبتعد عنه أحياناً ثم أحنّ إليه، فيأتيني حيث لا أتوقع، يقفز إليّ مثل طائر يسكنني... الصحافة أعشقها هي جزء من حياة وددت لو أعيشها بالكامل، أتمنّى أن يأتي اليوم الذي أتفرّغ فيه للكتابة فقط للكتابة".
رسالة من المؤلف
في كل عصر كان هناك مَن يُقدّم مستويات من الشعر والفن، لكن الأجمل بقي من مئات السنين حتى عصرنا هذا. وهذا ما يحدث الآن، يرى بعضهم أن أحوال الثقافة كانت في أوجها في القرن العشرين ثم هبطت في القرن الحادي والعشرين وأن الإنتاج الثقافي ليس بخير، أرى أنه دائماً هناك ما هو بخير وما سيبقى للأجيال اللاحقة. قلتُ مرة تكاثر الشعر قلّل من قيمة الشعر والشاعر، لكني أرى أنّ ما أفرزته التكنولوجيا واعتماد وسائل التواصل الاجتماعي لانتشار عدد كبير ممّن يطلقون على أنفسهم شعراء ويجدون من يشجّعهم. كلها ليست أزمة كما يصوّرها البعض، بل قد تكون دليل عافية على محاولات الخروج من الواقع المحزن وفي النهاية ما هو جيد سيخلد.