كاتبة وشاعرة لبنانية
سيرة المؤلف
مرفت عوض، كاتبة لبنانيّة، من قرية تلعبّاس الغربي زهرة السّاحل الشّمالي، حيث لا تزال بصمة الخالق تبسط لمستها السّاحرة بوضوح. فهنا عصافيرٌ تدندن للفجر برقّة. هنا مساحات واسعة تعانق السّماء، هنا فراشات وزهور، حملان وطيور، وخيول تتسابق تحت أضواء غروبٍ ساحرٍ يذوب وراء الأشجار مرّة، ويتألّق وراء الأفق الأزرق مرّة، فيأسرني كلّ مرّة. وهنا سهول تجاور البحر، تكتسي الرّبيع حينًا، وتلمع بذهب القمح حينًا، وأحيانًا تبسط يدها لوداعة التّراب وحده، فتدهشني وتعلّمني التّواضع وكيف أنّ الإنسان كما السّهل، مهما تلوّن وزها فإنّه سيعود ويرتاح أخيرًا كما التّراب. وهنا مجتمع أطفال صغير يشبه الجنّة، أعلّمهم وأتعلّم منهم دائمًا كمهنة رسميّة لي. من حولي كلّ شيء يشبه قصيدة موزونة الثّوب والرّنة. لذلك فالتّأمّل مهنتي الأساسيّة والكتابة عالمي الخاصّ الخفيّ، أعيشه وأدوّن فيه مذكّراتي وطموحي. على دفاتر المدرسة وعلى دفاتر خجولة تحت السّرير دوّنت خواطري وقصَصي، بعضها صار لونها أصفر لقدَمها وما أعزّ لونها عندي... وبعضها صار مطبوعًا. عزيزي القارئ، القراءة طائرة تحملك إلى بلاد جديدة وتضيء لك زوايا خفيّة. القراءة ميزان يعدّل لك ثورة الحزن وجنون الفرح. أمّا الكتابة ففنٌّ مهذّب ولكن خطير، يظهر عقلك على مسرح جميع العقول القارئة، ويضع وجدانك على مرأى من أبعاد القرّاء ومن أعماقهم النّفسيّة وتحت مجهر قوانينهم الخاصّة، فإمّا أن تصير مهزلة يرمون عليك سخريتهم الّلاذعة. وأمّا أن تصبح طبيبًا نفسيًّا يمنحهم الحقّ بجرعة صراخ صامت لا يعاقبك عليه القانون. وإمّا أن تصبح لروحهم صديقًا غريبًا أقرب من أخّ. في جميع الحالات كُن قارئًا وان استطعت كُن كاتبًا ولو لنفسك. لا تكن أميًّا لنفسك بل كن لها معلّمها وتلميذها الدّائم.
رسالة من المؤلف
بحوزتي قصص وخواطر للكبار والصّغار ولكنّي أضع الآن بمتناولكم قصّتي الأولى بعنوان "آسف يا صديقي" وهي مخصّصة للأطفال، تناولت فيها أثر التنمّر على نفسية الطّفل، خاصّة عندما يأتي من رفاقه في المدرسة وعندما يكون ناتجًا عن اختلافه عنهم بسبب حواجز صحيّة كضعف النّظر مثلاً. وشدّدت على أهميّة الإعتذار وكيفيّة تقديمه لإصلاح ما أفسده التنمّر من خلال أغنية مرافقة، بالّلغتين العربيّة والفرنسيّة. أتمنّى أن تنال هذه القصّة والأغنية إعجاب الأطفال وفائدتهم وأن تنتشر وتُستخدم أيضًا في المدارس ورياض الأطفال فهي حائزة على تصريح من مركز البحوث والإنماء اللّبناني.