كاتبة وشاعرة لبنانية
سيرة المؤلف
نور طوق، صحافية لبنانية، وُلدت في ٢٤ آب من العام ١٩٩٦، وهي صغيرة العائلة المؤلفة من ٧ أولاد. عاشت نور ١٨ سنة من حياتها في موطن قلبها "بشرّي"، تلقّت تعليمها في المراحل الأولى في مدرسة القديس يوسف، من ثمّ انتقلت إلى ثانوية جبران خليل جبران الرسميّة، وبعدها، بدأت مرحلة جديدة. بعد التخرّج من الثانوية، لم تحتار نور يومًا بالاختصاص الذي ستختاره، فشغف الصحافة واللّغة والكتابة كان يرافقها مذ كانت صغيرة، إلى أنّ حان الوقت وكبرت تلك "الصغيرة" وتوجّهت بشكل مباشر إلى الجامعة اللبنانية – كليّة الإعلام. من حياة الضيعة الهادئة إلى حياة المدينة الصاخبة، نقلة نوعية لم تكن سهلة، فالحياة بعيدًا عن الأهل ينقصها أشياء كثيرة، وأبرزها الاهتمام، هذا ما ولّد في داخلها حسّ المسؤولية والتخلّي عن الدلال الذي اعتادت عليه صغيرة البيت. وإلى جانب المصاعب التي واجهتها للتأقلم في بيروت بعيدًا عن عائلتها، لم يكن سهلاً عليها مفارقة المكان الأحبّ والأغلى على قلبها، "بشرّي"... هي المنطقة التي ولّدت في داخلها منذ الصغر شغف الكتابة والشعر، هي المنطقة التي زرعت في نفسها السلام، وعلّمتها الحبّ، ولقّنتها دروسًا باللغة والأدب، وكيف لا وجبران خليل جبران كان جارها! هي المنطقة التي لم يفارق اسمها يومًا لسان نور، فكانت تنتظر نهاية الأسبوع لتوضّب أغراضها وتتجّه نحو بشرّي مهما كانت الظروف، في الامتحانات، في الطقس البارد، في الثلج، لا يهمّ، فالجلوس في كنف طبيعة بشرّي مع ورقة وقلم كان الأهمّ بنظر نور ولا شئ في المدينة يعوّض عنه. عشق الكتابة، الذي كبر معها، رافقها في كلّ مراحل حياتها. فهي بدأت بكتابة أشعار "مضحكة" بلغة ضعيفة، وأفكار بسيطة وبريئة، فللعمر حقّه. مع مرور السنين بدأت لغة نور العربية تتحسّن وأفكارها تتطوّر وتكبر معها، وبالتالي قصائدها بدأت تتغيّر. ولكن الأشعار التي كانت تكتبها، كانت تبقى في الدفاتر وعلى الأوراق، لا يقرؤها أحد إلاّ قلّة قليلة من الأصدقاء المقرّبين. فهي كانت تعيش في ضياع دائم، بين حبّها للشعر الجريء والانغلاق الفكري في مجتمعها وخصوصًا تجاه المرأة. هذا ما كان يردعها دائمًا من نشر أي فكرة أو قصيدة لها، مع العلم أنّها كانت تتميّز بجرأتها في الحياة وباندفاعها إلاّ أنّ نظرة الناس "الذكورية" لها بعد الاستماع لشعرها كان يخيفها. استمرّت بكتابة الأشعار، المليئة بالشغف والحبّ والاحساس، واستمرّت بالاعتقاد بأنّ مشاعر الانسان تجاه شريكه هي من أسمى وأجمل المشاعر، وبقيت الكتابة عن العشق تستهويها، والدخول في تفاصيله التي تغيب عن نظر الكثيرين، ووصف العلاقات الصادقة، والاستسلام للخيال والاستعانة به لنسج أفكار كانت تكبرها بالعمر في أحيان كثيرة. ولكن... بعدما تعرّفت نور أكثر على المجتمع الذي تعيش في ظلّه، وعلى الناس وأفكارهم، وأفعالهم، وبعد أنّ رأت حقيقة حياتهم المختبئة وراء أقنعة كثيرة، وفساد معظمهم، وأفكارهم المثالية المتناقضة مع أفعالهم اليومية وسلوكياتهم "السريّة"، حينها قدّرت بالمعنى الفعلي ما كانت تكتبه، والصدق الذي كان يرافقها حين تكتب... واليوم تجرّأت.