دائرتنا / كلوديت عقيقي

كلوديت عقيقي

كاتبة وشاعرة لبنانية

سيرة المؤلف

كلوديت عقيقي، كاتبة وشاعرة لبنانية من زحلة عروسة البقاع. وُلدَتْ أوائل كتاباتي في زمنٍ، له في البالِ صورٌ لا تنسى، من عطرِ ليالٍ لها في الذاكرة عبيرٌ لا يضمحلّ حيثُ كنت أخبىء قلمي وأوراقي تحت وسادتي لأدوِّنَ عليها ما يجول في خاطري، تحتَ أضواء الليل الخافتة التي تتسرب بخجلٍ خلفَ قضبانِ نافذتي، وكنتُ كلّما انتهيت من بَوحي لها، أدفنها في طيّاتِ كُتُبي، وكأنَّ هناك من يحاولَ سرقتها مني. بعضها كتبتُها بقلمي والبعض الآخر خطَّها خيالي، وهناك تلك التي ذرفَتْها دموعي وأخرى ارتدَت ثيابي، لكن أجملها والأحبّ إلى قلبي هي تلك التي لم أكتبها وما بُحْتُ بها بعد. في جعبة حروفي: - "وكْبرنا..." (محكي لبناني) - "شراع الحلا" (محكي لبناني) - "شوية وقت" (محكي لبناني) - "نقطة حبر" (محكي لبناني) - "عقيقية أنا" (خواطر فصحى) - "امرأة من حرير" (خواطر فصحى) - "بقايا قمر" (خواطر) - "سمراء إن قالت" (خواطر) - "أنشودة حبّ" (قصة رومنسية) - "سهام قلم" (حكم وعبر)

رسالة من المؤلف

عزيزي القارئ حياتُنا هي مجموعةُ حلقاتٍ، لكلٍّ منها ظروفها، مشاعرِها وجمالِها. حين تلتقي هذه الحلقات بترابطِ أطرافِها، تبدو كسلسلةٍ ذهبيةٍ تتألّقُ بأجملِ الكلماتِ والأفكار المعبّرة عمّا بداخلِ عقولنا وقلوبنا وها أنا قد جَمَعتُ بعضاً منها لأنقلَها لك بقالبٍ جميلٍ علَّها تَصِلُ كلماتي هذه إلى قلبك. أن تكونَ شاعراً لا يعني أن تُجيدَ مضغَ الكلمات لا ترتيبَ الحروفْ ولا التحليقَ في أبجديّةِ اللغاتْ، كل ما عليكَ هو أن تبرعَ بلغةٍ واحدة هي لغة القلب فللقَلب لغةٌ لا تُعطى في مدارسَ ولا في جامعات، إنها لغةٌ من وحيِّ الواقع مجبولةٌ بدنيا الخيالات خُلِقَت بداخلنا وزُرعت بأحاسيسِنا مثلما تجتمعُ التربةُ بالنبات. موجودة؟ نعم موجودة هنا في قلوبنا في سمفونيّة النبضات، فطوبى لمن أتقن عزفَها وجسَّ على نبضها، وأخرجها للحياة. قالوا الكثيرَ في الشعر وتغنوا به، أما أنا فأقول: الشعر كلمة حلوة تنبع من القلب وتنسَكب حبراً في أوراق الزمن، تُخطُّ بأقلامٍ ورديّة وتُزيَّنُ بقلوب حمراء، تحمل زهوراً ملوَّنة، تتطاير منها الفراشات لتبعثرَ الهواء في طيّاتها فتضيع الأوراق، تضيع الكلمات، تضيع القلوب وتضيع الأيام. فالشعر حياةٌ وأحاسيسُ، هو مرآةٌ تعكسُ أضواءَنا بكلِّ زواياها، فإن لم نعِش ما نقومُ بنقله على مسامع الآخرين، وإن لم نتمرّن على تقمُّص مَن يجالسنا، حتماً لسنا بشعراء، فالشَاعر هو من أبكى القلم.