الكتب الإلكترونية / شعر / إمرأة في ٣٦٥ ليلة

وأنت تقرأ إيناس أبو زيدان تتمنى لو تسكت حتى الموسيقى حولك، لو تشاركك هذا السفر فقط وحدتك، وتشعر أنك تحتاج لعكازٍ معمّرٍ يخبّئ بين أثلام الطريق مفاتيح الأسرار الهاربة من صنارة المنقّبين القدامى المسكونين بالعناد، ويتأكد لديك بعد أول فكرة تصفعك أنك أمام شاعرة تجيد وتتقن وتبرع في لعب دور التائهة في أغوار اللغة والفكرة وهي تفتش عن الدرر التي من شأنها أن تغير شكل ونكهة الحياة التي كنت تظن أنك عارفها. قصائد ونصوص تأملية نابعة من رؤية خاصة، وأفكار ومواضيع كبيرة لطالما شغلت وأربكت الكبار، بأسلوب مميز وجميل. إيناس أبو زيدان في كتابها هذا، جاءت لتضيف إلى الليل سوادًا، وإلى النهار فكرة شمس أكثر جرأة، وإلى الأسئلة العالقة سؤالًا بنكهة الجوع، وما علينا نحن إلا أن نرسم نافذة تطل على فضائها لننجو من لسعات التكهن في مكان آخر.