الناشر:
نشر ذاتيتاريخ النشر:
10/05/2020الصفحات:
176اللغة:
عربيشعر حديث
أن تحب الشعر هو أن تسمو فوق الجمال الإبداعي فكيف أن يأخذك الهوس به الى كتاب "ناطور الورق". فتَح الجنوب الباب ليدخل منه ثوار الحريّة فكيف لا يخرج منه الشعراء، "علي وهبي دهيني" آتٍ من هناك من دارة الشعراء والأدباء والفقهاء الذين أغنوا تراث لبنان بآلاء الحضارة فتجلى ذلك "خلق الحرف لمّا ضحك سنّي". علي ومنذ نعومة أظفاره فتَح عينيه على الحروف التي سطرت كتاب الجنوب فأخذه الحب يافعا الى دهشة الفتى بالفتاة فحمله هذا الحب بعيدا في رحاب الروح والألق… "ما تدعسي عل أرض إنت وحافية بتشوف حالا الأرض ع نجوم السمّا". أدهشه الشعر كما أدهشه الحب... فإذا كانوا يعتقدون لحقبة طويلة من الزمن إن الشعر ذكرى وعاطفة أو حكمة، فأنا أجزم إن اعتقادهم كان فارغاً، لإن "علي دهيني" هذا الشاعر قد قبض على السّر الشعري ودخلَ محابره. "هل الحبر يلّي بالقلم مدفون دمعو شعر وحروف عم تشكي". قرأت متمهلاً ما كتب هذا العلي الشاعر الذي أحببت، فرأيته يخرج من المباشرية النثرية التي وقع فيها الكثيرون، فهذه باكورته المحكيّة الأولى، راح بها يرنو الى التجريد الذي يلامس المعنى دون أن يقوله أو يشرحه متجاوزاً العتبة وداخلاً في الشعر. فهذا الشيعي من طورا في جنوب لبنان، يرى ولادة يسوع بطريقة رائعة مدهشة "حسيت في صهلة فرس طليّت شفت شموع". إن الذين أتوا الى الشعر باللغة المحكية بعد أن أسماه "سعيد عقل" شعراً للمرة الأولى في مقدمة جلنار "ميشال طراد" بعد أن كان يسمى زجلا، إن الهوة بينهما شاسعة، فيا علي إنك شاعر موهوب ولا يهمنَّك الكم، ملامحك الشعرية جليّة فِي (ناطور الورق)، كن وفيًّاً لموهبتك، وإلى الديوان الآتي .
المعدل من 0 مراجعات