الكتب الإلكترونية / رواية / هنا يقبع قلبي

أنا رُسل، فتاة عادية وأقل ما أتصف به هو الهدوء كاسمي تمامًا، لكن فيما بعد اكتشفت أنه كان سلبية بحق نفسي ليس إلا. "لا يغرنكم المظهر الخارجي للهادئين، فواللّٰه لا يسلموا من تلك المعارك المُقامة داخلهم". أحب عائلتي كثيرًا، حتى لو لم يبادلونني نفس المشاعر في العلن. أبي، أكثر من حطمني لكن لولا تحطيمه لي ما كنت أقف. هُنا الأن أمامكم وبيدي ذلك الكتاب الذي أقرأ لكم مِنه. أمي، أمي ليست من اللواتي يُجيدن فن الدفاع عن أولادهم حينما يصيبهم مكروه، أمي أيضًا كانت سلبية بحقي كثيرًا، أعتقد أنها كانت تخشى تهور أبي ولازالت. أخي، الكثيرون يحسدونني على نعمة وجوده بحياتي، ويستمرون بعد لي مميزات وجود الأخ ويثرثرون بلا توقف ولكن تكمن هنا العبرة " لا تحكم على حياة الأخرين ما دُمت بعيد كل البعد عن تفاصيلها المؤلمة". تلك هي عائلتي، هؤلاء أخصام معركتي، هؤلاء من لهم الفضل في إنجازاتي في شقة في منطقة راقية، يجلس بمنتصف حجرة المعيشة، رجل حفرت في ملامحة القسوة وباتت ترتسم على محياه ومن ثم ينادي بصوت جهوري يتخلخله الغضب بعض الشدة على فتاة لو رآها القمر لبكى خجلًا عن كمية الرقة والبراءة اللتان يغشوها.