الكتب الإلكترونية / قصص قصيرة / يوميات آخر البشر

ثلاث سنوات كاملة قضتها سفينة الفضاء المصرية (فضاء ٦) في رحلة عبر النجوم والمجرات قبل أن تعود إلى كوكب الأرض في نهاية الرحلة. أخيرًا لاح كوكب الأرض بعد ثلاث سنوات من الانطلاق في الفضاء بسرعة تقارب سرعة الضوء. ولم تكد أجهزة المراقبة الآلية في السفينة تلتقط صورة كوكب الأرض حتى أرسلت إشارة خاصة إلى أجهزة السبات الصناعي في كابينة القيادة، فبدأت تلك الأجهزة الأخيرة في أداء عملها طبقًا لبرنامجها المُعدّ مسبقًا لإيقاظ ملاح السفينة الوحيد أكرم بعد سبات صناعي طويل استغرق سنة ونصف، أي ما يوازي نصف عمر الرحلة تقريبًا، وهذا ما تؤكده كل الأرقام الرسمية بالسفينة. وبدأت أجهزة الإيقاظ عملها، فتسللت إلى الأسطوانة الزجاجية التي يرقد داخلها أكرم، أبخرة وردية لم تلبث أن أحاطت بالجسد الصامت الساكن، ثم راحت شاشة خاصة ترسم تخطيطًا للجسد ومنحنيات رسم قلبية ومخية له، وبدأت عملية تدليك وإنعاش صناعية على أعلى مستوى من التقدم والتكنولوجيا.