الكتب الإلكترونية / رواية / ليوم واحد

عندما بلغت رهف الثامنة عشرة من العمر، فارقت والديها لتمكث بمصر وحدها بعيدًا عن دفء العائلة كي تلتحق بالجامعة، رغم أن الأمر كان غير محبب إلا أنه كان الوضع المتعارف عليه من قِبل المُغتربين بالخارج بعد انتهاء أولادهم من المرحلة الثانوية. تكمن صعوبة الأمر في عدم إقامتها بمصر من قبل، كانت تقضي بها الإجازات الصيفية القصيرة فقط، تنقطع بمجرد بدء الدراسة، وتعود للكويت موطنها كما كانت تُسميها مرة أخرى، حتى أنها لم تكن تُتقن اللهجة المصرية التي لا تتحدث بها سوى في المنزل أمام والديها، وحينما تتحدث بالكويتية، يثور غضب والدها لتعلقه بمصر، ويخبرها أنه سيأتي يوم ويعودوا لمصر، مصر وطنهم وبلدهم الوحيد، لم تتوقع أن يأتي هذا اليوم بتلك السرعة وتقيم بها وحدها دون عائلة. تتذكر يوم غادرت الكويت مع عائلتها واستقلت الطائرة المتجهة إلى مصر، شعرت حينذاك بقشعريرة تسري في جسدها، تتساءل في داخلها؛ لماذا تشعر بالغربة رغم أنها ذاهبة إلى وطنها كما يَذكر أبوها دائمًا؟! بلد لا تنتمي إليه إلا في خانة الجنسية فقط، لا أصدقاء ولا إخوة، كيف ستعتاد حياة لم تجربها من قبل؟!