الناشر:
ناشر ذاتيتاريخ النشر:
15/06/2021الصفحات:
448اللغة:
عربيرواية تاريخية :
حي السريان (حيّ متخيل واسمه نجده في أكثر من منطقة في بيروت) نموذج من الاحياء التي لم يدخلها الاعمار بعد الحرب الاهلية. بقيت ذاكرة الحرب رابضة فوق جدران أبنيته وبيوته وشوارعه. ذلك الحي الذي كان مثالاً للاختلاط الطائفي المسيحي الإسلامي في بيروت ما قبل الحرب. لقد استعرضت في حي السريان سيرة الواقع الاجتماعي اللبناني الذي بات بعد انتهاء الحرب يكتنز الكثير من التناقض، ويتجلى ذلك في فرض هوية طارئة على أحياء لا تزال تختزن ما بقي من الذاكرة الجماعية. حي السريان نموذج لواحد من أحياء العاصمة التي راحت عملية إعادة الإعمار تأكل منها، من دون أي اعتبار لذاكرة أهله، بخاصة أولئك الذين ولدوا فيه، أو وفدوا اليه منذ عشرات السنين، لحساب ارتفاع ابراج لم يعهد هؤلاء مثلها من قبل، ولا مكان لهم فيها. انتزعت إعادة الإعمار حي السريان من كونه مرآة لذاكرة التاريخ الطويل، الامتداد الاقتصادي والاجتماعي لبيروت القديمة، حيث تحوّل الحي الى مجرد مجاور جغرافي لوسط بيروت، مع ما يزخر به هذا التجاور من تناقض فاضح بين نمطين من الحياة أقرب ما يكون الى السوريالية. وهذا على كل حال، يهدف أيضاً إلى فضح السياسة الممتدة على طول الخارطة اللبنانية إذ يمكن أن نراها في طرابلس وصيدا وصور وغيرها. لقد حاولت أن أبيّن الجهل المدعوم بترسانة من المقولات والاعتقادات الحداثية القاصرة عن إدراك التاريخ والاجتماع وتحولهما. هذا الجهل مسؤول عن النظرة القاصرة والقلقة والمدموغة بالنبذ لكل الأحياء الشعبية التي تزنر وسط بيروت. نظرة حداثية مضطربة وغير ناجزة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، لم يبق منها سوى حداثة بنيانية قبيحة شاءت أن ترمي بأهل حي السريان خارج الحياة والتخلص منهم لصالح انجازاتها العمرانية فحسب، كما هي الحال مع إحدى شخصيات الرواية وتدعى الجنرال ابراهيم شويفاتي. حي السريان هو الحي الفقير الملتصق بوسط بيروت الثري. في حي السريان تكمن سريالية هذا الالتصاق ووحشية الأبراج التي زرعت بين بيوت الحي القديمة، في ظل مسعى لجعل بيروت عاصمة بهوية طارئة.
المعدل من 0 مراجعات