الناشر:
دار العلم للملايينتاريخ النشر:
19/08/2020الصفحات:
58اللغة:
عربيرواية خيالية :
قصة كتبها فولتير في منتصف القرن الثامن العشر وعرّبها الدكتور طه حسين في مطالع القرن العشرين. بطلها فتًى من أهل بابل، ومحورها مسألة القضاء والقدر، وتأثيرها في مصائر الإنسان. وهذا الفتى البابلي المثقف الممتاز قد اختلفت عليه الاحداث وتعرض لكثير من المحن في وطنه أولًا وفي الأوطان التي تغرب فيها بعد ذلك، في مصر وفي بلاد العرب وفي جزيرة سرنديب وفي سوريا، وكانت هذه الأحداث والمحن كلها مخالفة لمنطق الأشياء وطبيعة الحياة كما يراها الناس، فقد كان يكافأ بالشر على الخير دائمًا، وكان يستقبل ذلك بالحيرة والإذعان وبالصبر والاحتمال، حتى كوفئ آخر الأمر بما يلائم ذكاءه ووفاءه وثقافته وبراعته وصبره واحتماله فأصبح ملكًا على الدولة البابلية العظمى. ففي القصة إذًا عرض لمشكلة القضاء والقدر كما يتصورها الشرقيون، أو كما خيّل لفولتير أن الشرقيين يتصورونها وفيها حل لهذه المشكلة على نحو ما تصوره الفلاسفة منذ أقدم العصور، وهو هذا الحل الذي لا يحل شيئًا، والذي يلخَّص في أن الإنسان أقصر عقلًا وأكلُّ ذهنًا من أن يفهم حكمة الخالق الذي أبدع العالم ووضع له ما يدبره من القوانين. فما عليه إلا أن يكد ويجد ويعمل الخير ما وسعه أن يعمل الخير، ويجتنب الشر ما أتيح له أن يجتنب الشر، ولا عليه بعد ذلك أن تسره الأيام أو تسوءه وأن تسخطه الأحداث أو ترضيه. ولكن في القصة أشياء أخرى غير هذا العرض الفلسفي لمشكلة القضاء والقدر، هو الذي أتاح لها الخلود، وهو نقد الحياة الإنسانية من ناحيتها السياسية والاجتماعية والخلقية والنفوذ بهذا النقد إلى صميم الطبيعة الانسانية، وما ينشأ عن احتمالها للحياة وتصرفها فيها من الخطوب. وواضح جدًا أن فولتير قد اتخذ قصته هذه كأنها وسيلة إلى نقد الحياة الأوروبية عامة والحياة الفرنسية خاصة، واتخذ مدينة بابل رمزًا لمدينة باريس، وقصر بابل رمزًا لقصر باريس ومن أجل هذا أشفق من نسبة هذه القصة. ومن أجل هذا فتن الفرنسيون بهذه القصة في عصر فولتير، وما زالوا يفتنون بها الى الآن، ومن أجل هذا أعتقد أن قراء العربية سيجدون في قراءة هذه القصة ما يلائم حاجتهم إلى نقد الحياة الانسانية من ناحية السياسة والاقتصاد والاجتماع فليقرأوا، وليتفكروا، وليتذكروا وليستريحوا إلى القراءة والتفكر والتذكر، ثم لينتفعوا بعد ذلك بما يقرأون وما يتفكرون وما يتذكرون. يتعرّض فيها البطل للحب، والخيانة، والدسائس، والمكائد، والحسد، وتتغير حياته تِبعًا لذلك. قصة فلسفية اجتماعية إنسانية في آن.
المعدل من 0 مراجعات