الكتب الإلكترونية / رواية / ناصية حلم

في ليلة من ليالي برد يناير القارص التي ترتعش له الأنامل والأجساد تحت رقعة السماء الداكنة تتلألأ بها حبات النجوم كأنها ترتر بالثوب الأسود من يجلس أمام شعلة نار قد أشعلها لتدفئته وصناعة كوب من الشاي له ولصديقه كان المكان معتم يصدر المصباح بصيص من الضوء بسبب ما تراكم عليه من أتربة ينير البوابة الحديدية المفتوحة على مصراعيها وعربات النقل التي تغادر المكان واحدة تلو الأخري كان الممر الداخلي يفصح عن وجود الكثير من الغرف ذات الأبواب الخشبية البالية المتهالكة من يقف على قدميه منذ بضع ساعات يعاين الدواء أهو صالح أم فاسد للإستعمال الآدمي فكان (يزن او المحنك) مثلما تعودوا ان ينادوه طويل القامة، أبيض الوجه، أحمر الخدين، بيد بطيبة القلب ورفعة المكانة قد انهمك في عمله وكان العرق يتصبب من جبينه بالرغم من برودة الطقس.