الكتب الإلكترونية / سيرة ذاتية / الجيل المدان

من الجیل؟ ھو جیلنا نحن. أبناء جیل الوطنین الذین حاربوا الاستعمار وتمردوا على جبروته، سواء بلا سلاح أم بالعصیان المدني وعدم التعاون والإضراب والاحتجاجات، أم بالصبر على ویلاته، ولكن دوماً رافعین رایته الوطن ولم ینكسوھا .ومع ذلك، بعد أن رحل الاستعمار ودخلت سوریا مرحلة الحكم الوطني، بعض ھذا الجیل ممن تولوا إدارة الشأن العام لم یتمتع بثقة الشعب السوري بصورة عامة لارتكابه الكثیر من الھفوات التي انحدرت به في تقدیر الرأي العام إلى الدرك الأسفل، أو حتى إلى التمرد عليه واستحق من الرأي العام الحكم علیه بأقسى الأحكام الأخلاقیة ورفض قیادته ومشاركته في العمل العام وصممَّ على أن یحل محله في ھذه المھمة الوطنیة. فرفض الأحزاب التي شكلھا من الأتباع والمحاسیب، كما رفض منطلقاتھا الناقصة وھي منطلقات قطریة؛ وما كان منھا قومیاً اعتبره جیلنا أردیة براقة للتستر على الأھداف النفعیة لیس إلا، ولا تدعھا أي إرادة صادقة، دؤوبة على العمل القومي الإیجابي.