الكتب الإلكترونية / شعر / محطّات

إِنَّ كتابي هذا يَتَضمَّنُ الكثيرَ من رحلاتي الثَّقافيَّةِ والإجتماعيَّةِ ومن حياتي وأعمالي الخاصَّةِ بَعْدَ مسيرَتي الطّويلَةِ في هذه الحياة. كُنتُ أَتَنَقّلُ من محطّةٍ إلى مَحطّةٍ لأرى وأَسمعَ وَأَعيشَ ثمّ أُسَجِّلَ لأَملأَ حقيبتي مُتّخِذَةً منها العِبرَ الكثيرَةَ، كَمْ وَكم من المطبّاتِ الّتي استوقفتني لأُفكِّرَ كيفَ أَستطيعُ اجتيازها من دونِ أنْ أَسقُطَ في بؤَرها الَّتي تتأجَّجُ نيرانُها. وَلكنْ، سرعان ما أَقِفُ وأستنجِدُ الله عزَّ وجلَّ لكي يمنحني الخلاصَ وأَتمكّنُ من الاجتيازِ واجتزتها بقدرته. ثُمّ، أُتابِعُ المسيرَةَ لأَستقِلَّ قطارَ الحياة إلى غيرِ محطَّةٍ. وعند الوصولِ، أَتَرَجَّلُ من القِطارِ لأَتَعَرّفَ إلى ما تضمُّ هذه المحطَّة وَمن يَسْكنها وَكيفيّةِ عيشِهم. وبعدَ الاندماجِ بسكّانها، كنتُ أستوعِبُ كُلّ ما يرتسمُ أمامي من تفاعلاتٍ وتواصلٍ كما في كُلّ مكانٍ منها ما كان يُدهشني ومنها ما كان يؤلمني من معاناةٍ احتفظتُ بها كتابةً لإيصالها من خلالِ كتابي هذا تحت عنوان "محطات" لَعلّها تحرِّكُ الضّمائرَ الحيّةَ لتسرعَ للتّخفيفِ من أَعباءِ هذا الفريق من العالم المقهورِ بشتّى الوسائل إن كُنّا شعبًا نعيشُ حقًّا الحياةَ الإنسانيَة. فلنسعَ بما يشرّفنا وَنساعد من هم بحاجةٍ لنا للتّأكيد على أنّنا نعيشُ في مجتمَعٍ حقيقيٍّ متضامنٍ معًا يعملُ على ضمانة الأُخوّة الصّحيحةِ وَتثبيتها على صخرةٍ قويّةٍ من دون منّةٍ عندها نطردُ الأنانيّةَ ونبني عيشًا متكاتفًا بعملٍ دؤوبٍ تحت مظلّةٍ من الوفاء والمحبَّةِ.