الناشر:
ناشر ذاتيتاريخ النشر:
14/01/2021الصفحات:
133اللغة:
عربيشعر حديث
عندما تجد نفسك في حضرة شاعر يُجيد رصف الكلام بهذا الشكل؛ فلابد أنك تحزم الأمر كي تواصل معه الإبحار في مركبه، وهو الربَّان الماهر الشاطر، لا يردعه الموج، ولا تقلبات الطبيعة، (أنا فتى الليلِ... ابنُ الظلامِ... صارعتُ الزمانَ حيناً... ثمَّ القدَر) عاشق، وكلُّ العشَّاق مثله في جنون، زادهم خيال، ومن عينَي من يعشقون يسرقون القصيدة (عندما تحزنُ عيناكِ... لا أرى في الدنيا سواكِ... يحترقُ قلبي... فأنظمُ القصيدة) يا لها من معادلة! فكم هي صادقة كلمات القصيدة حينما يكون مدادها نظرة شوق بها تُغرقه الحبيبة!، إذ ذاك يغدو الكون لعبة طفل في قبضتيه؛ فتولد القصيدة (أُحبُّكِ وأعرفُ أنَّ شمسي ترتدي الليلَ... وهنالك ألفُ نجمةٍ... تضحكُ ثم تبكي) بهذه المقابلة، الضحك والبكاء، تتفجر قدرة شاعر عاشق ممسك بأدواته، يؤالف ما تناقض في كرنفال مهيب، (والشمس حين ترتدي الليل...) تلك كناية غير مسبوقة. هي دعوة لأن نتصفح سوية ما أعدَّ لنا آدون الشاعر، المغترب، من حكايا، ضمَّنها بدهاءٍ حروفَه، عشتار، بيروت، تموز، أدد، ميدوزا، نهر إبراهيم بمائه الأحمر، الربيع، الأزهار، الحرب، اليتامى، الجياع، السفينة والقبطان، الحورية والبحَّار، عن الفتى الذي ابتلعته المدينة.
المعدل من 0 مراجعات