الكتب الإلكترونية / بحث / المسيحية المشرقية

عرفت الهوية نزاعاً بين العروبة والانعزالية، ومؤخراً بدأت تطرح المشرقية بشكل واسع كمخرج لهذه الجدلية. عقدت مؤتمرات عديدة ولقاءات متنوعة، وهذا الكتاب هو محاولة للإجابة على أسئلة راهنة تظهر تاريخية المشرقة منذ نشأة المسيحية في رحاب المشرق وتطورها في كنائس أنطاكية المشرقية واستمرارها في كيانات سياسية متفاعلة هي جزء لا يتجزأ من البنية المشرقية التي تشهد الآن تحديات وجودية مترابطة ومصيراً مشتركاً نتيجة تداعيات أزماته. يتضمن الكتاب دراسات نشرت في أزمنة مختلفة لكنها تصب في محور واحد متكامل. تناولت تاريخ نشوء المسيحية المشرقية وركزت على المسيحيين في لبنان من خلال واقعهم وصراعاتهم ونماذج من الطروحات المتباينة حول الهوية بين قيادات ورموز دينية وسياسية عبّرت عن الهوية بأشكالها المتناقضة من الانعزالية إلى العروبة إلى المشرقية (البطريرك الراعي، الأب مبارك، سمير جعجع، يوسف بك كرم). هذا الكتاب هو عودة للحوار من أجل بلورة مفهوم مشترك جامع لهويات الجماعات والفئات التي تحيى في بيئة جغرافية واحدة انطلاقاً من أن لا خلاص لها إلا ضمن إطار بناء دولة وطنية مدنية تحقق العدالة والمساواة لجميع مكوناتها.