eBooks / Poetry / عشاق الأقصى وبورما

اللافت في انتفاضة الأقصى والقدس، ومجازر بورما، تلك الصور الغزيرة الهادفة والملتزمة التي تنشرها وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي... فهنا صورة شهيد ينكل الجنود بجثمانه، وهناك صورة جندي إرهابي يقتل طفلاً أو ينكل بكهل، وهنا صورة أم تشم ابنها أو قميصه، وهناك صورة طفل يقف في وجه ضابط صارخاً، وهنالك صورة مرابطة جريحة، وأخرى تلوى يدها أو تقتاد إلى خلف باب ومصيرها مجهول، وهنالك صورة رجل يصلي ويدوسه محتل، وهنالك صورة أم ثكلى أو أب متمرد، وهنالك صورة كلب يعض جريحاً بتحريض من جنود... وهنالك صور مستوطنين يطلقون النار على مدنيين... فضلاً عن صور مؤلمة لمجازر بورما التي يسكت عليها العالم المتحضر. وبما أن الصورة عنصر سيمولوجي وسيكولوجي يختزل دلالات جمة، فإن الأديب يمكنه امتشاق رمزية تلك الصور ليؤلف نصوصا ملتزمة هادفة... فنحن الآن أمام صورة يستحيل على الإرهابي، مهما حاول، كبتها أو حجبها... أمام عصر الصورة المتمردة المنتفضة الثائرة... أمام الصورة الحية... إستناداً إلى ما سبق، فإن الحرب الشعبية باتت مدعومة بسلاح فتاك ومدمر أو فاعل، هو سلاح النص / الصورة، وغني عن البيان أن للصورة في هذه المجازر، وظائف جمة، ليس آخرها فضح الإجرام والتحفيز والتحريض وإثارة الثورة. واخيراً، يمكن القول: إن صورة القدس والأقصى وبورما بكل تفاصيلها، باتت حدائق "غناء"... استقى منها هذا الديوان قصائد جمة تؤشر إلى روايات الحق وإظهار الظلم والإرهاب والقتل والتنكيل... فالظلم واحد، والظالم مدان... سواء في فلسطين أو بورما أو أي مكان في العالم. ولذا، جاء عنوان "عشاق الاقصى وبورما"، ليترجم بعض تلك الصور، كونه يتناول مجموعة من القصائد والخواطر المغلفة بروح الالتزام والتمرد ورفض المذابح والظلم... مطلقاً صرخة حق، مفادها: كفى ذبحاً وتنكيلا بالأبرياء أيها الإرهابيون.