eBooks / Poetry / عيناي... تِلكَ الفرس

حين تقرأ نصوص هذه المجموعة الشعرية تجد أن صباح بربر غالبًا ما تستعمل مفردات العناصر وتأخذ من كائنات الطبيعة أسماءها لتصف بها نفسها وعشقها، جموحها وخوفها... ذلك أن الحب، وهو التيمة الأساسية في نصوص "عيناي تلك الفرس"، مقترن لديها بطقوس تجعله من ناحية مقدّسًا وخاصًّا وجميلًا وضروريًّا، لكنه في الوقت نفسه محفوف بخطر الغياب والتبدّل ومحفوف بالخيانات. الذكريات التي تسردها الشاعرة تأتي لتنفخ الرماد عن نار قديمة كانت متأججة وتخاف أن تكون خمدت، ولعلّ مفتاح الذاكرة عندها يأتي من تحريك بعض حواس الأنثى العاشقة، كالمطر المفقود كوشوشات الخيل الآفلة. كطوق زعفران قديم، أو قمر مكسور. وهكذا فإن أهم ما تتصف به نصوص وقصائد صباح بربر، هو في هذه المجموعة، تلك العفوية الآسرة، وذلك الصدق في قول حبها المكسور كمزهرية، ووصف أحوالها وتقلباتها مع تقلبات فصول الحب، وكأنها فرس جامحة في عاصفة من غبار، وتركض في مدى بلا نهاية.