eBooks / Research / ما لم يكتب عن داعش

في ظل ثقافة الاستهلاك التي يعاني منها العالم عموما والعرب بشكل خاص، ظهرت داعش بإرادة بعض القوى الإقليمية والدولية، من اجل فرض عبودية واستعمار جديدين على منطقة الشرق الأوسط وانطلاقاً منها الى العالم، حيث أن الصراع ومهما حاولت أجهزة الإستخبارات العالمية التي تصنع السياسات الخارجية لدول العالم من تظهير الأمر على أنه صراع من أجل الحرية طوراً، وصراع ديني في أطوار كثيرة، إلا أنه صراع نفوذ اقتصادي ومالي في جوهره، وقد وفرت كل الأدوات من أجل تحقيق ذلك وإن كان على حساب شعوب مغلوب على أمرها، فكي لا نقع في فخ ثقافة الوعي ونصبح من العوادم في الحياة، كان لابد من العمل على تقديم صورة حول أحدث أدوات القتل والخراب، والمتمثلة بتنظيم داعش وهذا ليس تجنٍ على ما يسمّى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، هذا ما خلصنا إليه من خلال شهادة من التقيناهم من عناصر تلك الدولة بعد إن خرجوا منها، أثناء اعدادنا لهذا الكتاب، فهو عبارة عن شهادات خبروا داعش وخطورتها من الداخل، ولأن مواجهة التطرف الداعشي لا يتم دون الوقوف على الفكر الذي تتبناه تلك الدولة كان لا بدّ من العودة الى التاريخ، كما يكشف الكتاب حقيقة من يقود التنظيم ومن هو بالواجهة، وكيف تأمروا على إخوانهم خوفاً على مصالحهم، ونكشف فيه حقيقة الخلاف بين البغدادي والجولاني، والدور الحقيقي للعقيد حجيّ بكر، ونعرج على الأسس الفقهية التي استند عليها لقيام الدولة، ونسلّط الضوء على الدور الاميركي في داعش، ونكشف ايضاً عن فظائع السجون الداعشيّة وما يجري فيها. الكتاب محاولة سبر أغوار تنظيم يؤرق كل ذي عقل مستنير. واختم توطئتي هذه بقول الجاحظ: المعاني مطروحة في الطرقات، وإنما الشأن كل الشأن هو في حسن الاختيار وفي حسن التعبير؟!