الكتب الإلكترونية / بحث / مولانا أسير النفس والهوى - الجزء الأول

لم ينعم الكاتب (أنا) بشيخٍ قط. فلم ينشأ في بيئةٍ توجد فيها مجالسُ العِلم بكثرة ولم يكبر في زمنٍ عُرف أهلُهُ بالصلاح. بل كبُروترعرع بين مُحدِّثٍ كاذبٍ مُتقوِّل وخطيبٍ فاسدٍ مُتعلّل ومفتٍ خانعٍ متذلل. أحببتُ الشعر كثيراً ولم أبلغ فيه الفطام فلم أتعلّم الأوزان ولا الأشعار الصحيحة وكبرت وسط المهرجانات والتلوث السمعي والثقافي. أفقدني العالم القبيح من حولي الكثير من جمال روحي التي استخرجُ منها كلّاً من الرغبة والقدرة على الكتابة. ولذلك كنتُ شيخ نفسي ومولاها ومن هنا جاءت التسمية في أن كان الشيخ عينه أسير نفسه وهواه. إنَّ أقبح ما يفعله المرءُ بنفسهِ أن يظن كل الخير في الناس من حوله.