الناشر:
دار الرافدينتاريخ النشر:
13/04/2021الصفحات:
352اللغة:
عربيبحث تاريخي :
إن الحاجة للدين لم تفرزها ظروف معينة أو حالة إضطرابية، بل هي حاجة جوهرية تدخل في رسم مسيرة الإنسان وتحديد مصيره لأنه جاء لتنظيم أموره المادية (المعاملات) والروحية (العبادات) والفكرية (العقائد)، ليفتح عليه نافذة مشرقة. وغير هذا وذاك فان الدين هو ما ندين الله به. فكل ما يأمرنا الله به نعمل به لأنه منه. ولأن الدين هو المنهج الألهي للحياة البشرية، بواسطة نبيه الأعظم للبشرية جمعاء (وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) (سورة الأنبياء: ١٠٧). إن الشريعة في الفكر الشيعي من عصر النبي الى نهاية الغيبة الصغرى كانت تستمد أحكامها من الكتاب والسنة، وهذا ما نعبر عنه في مطاوي أبحاثنا اللاحقة بــ (مدرسة أهل البيت)، أما بعد إنتهاء الغيبة الصغرى وبداية الغيبة الكبرى فقد كانت هناك لأصول أخرى لإستنباط الحكم الشرعي سوف نأتي على بيانها وهو ما نعبر به في مطاوي أبحاثنا أيضا بــ(مدرسة فقها الأمامية). مما أدى الى تحويل الدين الى تديين، ونرى أن هذا التدين يجب أن يحول الى أرشيف التاريخ لا أن نعمل به وكأنه هو الدين. وهذه المباحث جاءت تبين هذه الحقيقة، (حقيقة أن هناك دين وهناك تدين) يوازيه أو يقوم مقامه!، إن التشريع القائم على الكتاب والسنة هو التشريع الحقيقي من قبل المشروع الأول وهو الدين أما ما يقوم على الإجتهاد والرأي والإستحسان العقلي فهو (تديين) غبر ملزمين بالعكوف عليه وجعله من مسلمات الدين الحقيقي.
المعدل من 0 مراجعات