eBooks / Novel / الكبش

تبدأ بمشهد رجل يسمي نفسه الغزالي يلقي خطبة على مسرح المدينة بهدف إضحاك الجمهور كشرط من شروط والي المدينة لمنحه إقامة فيها. ويخبر الناس بأسلوب يراوح بين الحقيقة والخيال، والفنتازيا والرمزية، وبلغة تمزج بين الكوميديا والتراجيديا، والحقيقة والوهم، أنه حضر من مكان بعيد سائراً على الماء، ويحذّر الناس أنه ليس نبيا ولا رسولا ولا يأتي بمعجزات، ثم يشكك بقصته باستخدما كلمة "ربما"، ليأتي المخرج بعد ذلك لينفي قصته ويقول أنه سرد حلمه المركب. ويتعرّض الغزالي لمساعٍ من قبل مجموعة من الشخصيات يحاولون إقناعه بأنه رجل مبارك تمهيداً لتوظيفه لتحسين شخصياتهم، كونهم تجار آثار وأطراف بشرية، وفي الوقت ذاته يشغلون مناصب عليا في المدينة. ويستمرئ الغزالي الدور في مغامرة فيها مجازفات كثيرة، فيذهب إلى الرجل الرئيس المكلف بإقناعه أنه مبارك، واسمه المسعودي، ويقول له بأنه رأى في منامه أنه يذبحه، فيستجيب الرجل ويعده بأن يرسله له قرباناً، يتضح فيما بعد أنه امرأة تطلق على نفسها "الكبش"، ويصفها الكاتب وصفا جذاباً ساحراً إلى درجة أن الكبش/المرأة/القربان/ سحر الغزالي بعد أن سيطر على غريزته، فلا يجده حين يصحو. الرواية تنتقل بين الحقيقة والوهم، وتحاول استعارة فلسفة الفيلسوف الإسلامي المعروف الغزالي، فيشك في كل واقعة وشخصية ومكان وحدث، وذاك الشك هو الذي أنقذه من الوقوع في شخصية "المبارك"، وتنتهي الرواية أيضا مابين الحقيقة والوهم خارج المسرح كما بدأت، بحيث تحفّز القارئ في النهاية على قراءتها من جديدة للاستمتاع بملامح شخوصها وقد منحهم الكاتب أسماء مثل: التوحيدي، والمسعودي، ومعصومة، وحياة، وهناك شخصيات مشوهة مثل "دوغي" المريضة بمعاشرة الكلاب، وسمير الذي يلبس أكثر من شخصية من بينها شخصية الشاذ. الحدث الذي يجري في باطن الرواية أهم من الحدث الخارجي، ويتضح ذلك من الحوارات العميقة، والتأملات والاستنتاجات الغريبة، وسيكتشف القارئ أنه يسعى في البداية للتعرف إلى مصائر الشخصيات، لكنه سيبدأ بالتأني حين يكتشف أن الرواية تقوم على مبدأ النفي والإنكار والإثبات والتشكيك.